سمعت عن الحب من أفواه العاشقين وقرأته في دواوين الشعراء ... لم أكن لأفهم كنهه أو أفسر رموزه...
كانت كلمات الغزل تشقيني، وحروف الحب تحيرني... تمنيت لو ألتقيه فأشفي منه تساؤلاتي...
ماذاك الشي الذي يغوص أعماقنا ويختزل مشاعرنا ويبث في نفوسنا الرحمة والتسامح.....
بحثت عنه في المستحيلات ... في قطرة ماء ارتويها . في لقمة عيش اغتذيها وفي لمسة عطف أرتجيها...
هل هو من يسعد القلوب؟؟ إن كان هو ذا فلم ينعته البعض بالشقاء والعذاب؟؟
ما أشقاني وأنا ابحث عن المستحيل؟؟؟
حتى كانت ليلة من ليالي الشتاء البارده، والغطاء يلتهمني والتهمه هرباً من البرد والتجاء للدفء...
رنقت في عيني سنة من النوم..لمحت فيها الحب بأثواب بيضاء ووجه مشع كالنور...أحسست بلهفه تنطلق من عينيه تعانقني، وبصوت خافت همس لي:
- انا الحب الذي كنت تبحثين عنه؟؟ جئت لأخذك معي حيث السعاده...
بشرود ودهشه ونظرات تائهة خاطبته...
- لم اتصورك بهذا الجمال ! فلم البعض يشتكي منك ومن عذابك، الا يكفيهم هذا النور ليتزودوا منه بما ينير حياتهم وقلوبهم...
- لم أظهر بصورتي الحقيقيه الا لك، فلا احد يراني كما تريني أنت الأن.... فالناس يروني بمعتقداتهم الشخصية ورؤاهم الداخليه...
- ولم أنا بالذات أراك بحقيقتك؟؟
- نور في داخلك يضاهي نوري... واحساس صادق يجذبك لي!
مازالت الحيرة ترسم بحوراً من قلق على وجهي...
أحس هو بذلك فبادرني قائلاً...
- كنت أبحث عنك في وجوه الحسناوات، وفي اعين المغرمات، كنت أستمع لكلمات الحب من المحبين فألمح منها الخيانه والغدر احياناً...أرقب عن كثب نظرات العاشقين فأقرأ في سطورها الشهوه واللذه المفرغه من الحب... شوهوني بكذبهم وبأساطيرهم الخرافيه، قتلوني بفهمهم المنحرف عن ذاتي، وها أنا ذا أمد لك يدي لتقبعي في داخلي نوراً... فهل ستقبلين بي حباً كنت تنتظرينه؟؟