هيا بنا نذهب فى رحلة نيلية تاريخية إلى القرية الفرعونية والتي تم أنشأها منذ أكثر من عشرين عاماً لنتعرف على الحياة اليومية في مصر الفرعونية القديمة.
ترجع فكرة إنشاء هذه القرية إلى المعماري المصري الدكتور حسن رجب بعد زيارته لقرية "ويليامزبيرج" في فيرجينيا بالولايات المتحدة، وتحكي حياة المستوطنين الأوائل للولايات المتحدة، حيث فكر في إنشاء قرية مصغرة، تقدم لزوارها مظاهر الحياة اليومية في مصر الفرعونية.
ووقع اختياره على جزيرة يعقوب بالجيزة كمكان للقرية الفرعونية، وبدأ العمل فيها عام 1977، بحفر القنوات والممرات المائية، وزراعة ما يقرب من 500 شجرة لتمثل حاجزاً طبيعياً، يفصل القرية عن مظاهر الحياة المدنية المحيطة بها، وتم افتتاح القرية في مايو من العام 1984.
ومن هنا يمكن أن تبدأ رحلة الزائر للقرية في قارب يتخذ الشكل الفرعوني القديم، ينطلق من مرسى على الشاطئ المقابل للجزيرة، قبل أن يدخل إلى "القناة الأسطورية"، ليشاهد على اليسار غابة من الأشجار الكثيفة، تمثالاً للإله الروماني "نيلوس" الذي يجسد نهر النيل، تحيط به مجموعة من الأطفال يرمزون للفيضان السنوي.
وعلى مساحة ما يقرب من 32 فدانا، تنقل القرية الفرعونية للزائرين، صورة حية لكل العصور التي مرت بها مصر على امتداد تاريخها، من خلال مشاهد، يقوم بها أشخاص يرتدون ملابس تشبه قدماء المصريين، ويمارسون أعمال يدوية تحاكي الحياة الفرعونية، بدءاً من الزراعة والصناعة، حتى ممارسة الشعائر الدينية القديمة.
وتضم القرية التي هي في حقيقتها عبارة عن جزيرة طبيعية داخل نهر النيل، نموذجاً كاملاًً لمقبرة توت عنخ آمون، فضلاًً عن عشرة متاحف، من بينها متحف خاص للرئيس جمال عبد الناصر، يضم بعض مقتنياته، ومتحف للمراكب الفرعونية يروي لزائريه تطور صناعتها ويقدم في نفس الوقت صورة كاملة عن أنواع المراكب في العهد الفرعوني.
وإلى جانب ذلك هناك متحف للفنون والعقائد المصرية القديمة وآخر للتحنيط والطب المصري القديم وثالث لـ "جميلة الجميلات" الملكة كليوباترا، يروي قصة حياتها وهناك أيضاً المتحف الإسلامي الذي يقدم صورة حقيقية عن الحضارة الإسلامية وفنونها.
وتضم القرية الفرعونية مركزاً كاملاً لتعليم الفنون والحرف المختلفة، التي كانت تنتشر في العصر الفرعوني على أيدي متخصصين، وتتميز كذلك بمساحاتها الخضراء المملوءة بالحدائق والزهور، والأشجار النادرة.
ويعد الدكتور حسن رجب هو أول من اكتشف الطريقة التي كان المصريون القدماء يصنعون بها الورق من نبات البردي، ووافقت الحكومة المصرية له في العام 1966 على إنشاء أول مزرعة لإنتاج البردي في منطقة جزيرة يعقوب بالجيزة، التي تحولت فيما بعد إلى القرية الفرعونية.
أول شيء تقع عيناك عليه عندما ترسو بك السفينة، نموذج مصغر من معبد الكرنك، وبجواره منازل المصريين القدماء، حيث ستلاحظ الفرق بين منازل الفقراء والنبلاء، فمنازل النبلاء تحتوي على العديد من الغرف، كغرفة الزوج والزوجة المنفصلتين وغرفة الحبوب لتخزين الحبوب الغذائية والمطبخ وغرفة الخدم وإسطبل الحيوانات وستشهد أن منازل الفقراء والفلاحين تتكون من غرفة واحدة يعيش فيها كل أفراد الأسرة، بعد ذلك ستزور مقبرة الملك توت عنخ أمون والتي تعتبر صورة طبق الأصل من المقبرة الأصلية في وادي الملوك بمدينة الأقصر، وعلى بعد خطوات من المقبرة توجد المتاحف العشرة الموجودة بالقرية الفرعونية، تعبر أربعة منها عن حقبة التاريخ المصري القديم في مجالات متعددة.
وأهم ما يميز القرية الفرعونية أيضاً، أنها ليست مصممة للكبار فقط، حيث يمكن للأطفال الاستمتاع بالتنزه فيها، إذ تحتوي على ملاه ترفيهية باسم "توت لاند" وملاعب مجهزة للأطفال ومركز للفنون يستطيع الأطفال من خلاله تعلم كيفية صناعة الفخار والبردى وبعض المشغولات اليدوية الأخرى.
وقبل الانتهاء من هذه الرحلة يمكنك شراء بعض الأشياء التذكارية للاحتفاظ بها.
ارجو ان تعجبكم الرحله