هي من أجمل الزهور واقدمها من حيث الوجود تعيش من7 إلى14 أيام.
زهرة الأوركيد يمتد عمرها الطويل إلى 120 مليون سنة من عمق التاريخ، فقد
عاصرت أزماناً غطت فيها الغابات الكثيفة محيط الكرة الأرضية وعاشت فيها
الديناصورات العملاقة، حتى تغيرت الأجواء المناخية وتوالت العصور، إلا أن
الأوركيد ظلت في ازدهار حتى تم تصنيفها كأكثر فصائل النباتات تنوعاً
(35 ألف نوع ).
زهرة الاوركيدا
ويعد أول تاريخ مكتوب لزهرة الأوركيد على أيدي الصينيين وذلك منذ 700
عام قبل الميلاد، فكانت تتمتع بمكانة خاصة لديهم، حيث أطلق عليها الفيلسوف
الصيني (كونفوشيوس) لقب "زهرة عطر الملوك" واعتقدوا أن رؤية الأوركيد
في الحلم تعبر عن الحاجة للحفاظ على الرومانسية والحب، كما استخدموا زهور
الأوركيد التي تستخرج منها الفانيليا لصنع الآيس كريم.
صنف اخر لزهرة الاوركيدا
وفي إنجلترا كان البحارة البريطانيون هم أول من أحضرها من جزر الباهاما
عام 1732 إلا أنه من المرجح أنها قد دخلت القارة الأوروبية عن طريق
هولندا لأول مرة وذلك في القرن 17، حيث سادت حولها الكثير من المعتقدات
الخرافية أشهرها تلك التي ارتبطت بما سمي (شراب الحب) الذي يقال إنه
إذا صنع من البراعم الصغيرة لزهورها يمنح شاربها أطفالاً ذكوراً، أما إذا
صنع الشراب من زهور أكبر فغالباً ما سيكون الأطفال إناثاً.
وفي القرن الثامن عشر تم جلب أنواع مختلفة من زهور الأوركيد من الصين
وجزر الأنتيل خصيصاً لتزرع في الحدائق الملكية الإنجليزية، كما أن الأسبان
أدخلوا "أوركيد الفانيليا" إلى أوروبا بعدإحضارها من المكسيك موطنها الأصلي،
ومع حلول أواخر القرن 18 وبداية القرن 19 كان الهوس بالأوركيد قد تمكن من
العالم الغربي فانتشرت هواية امتلاك مجموعات كاملة منها، وكأنها طوابع
بريدية أو عملات قديمة!
وفي نطاق هذا الجنون بالأوركيد بدأ إرسال رحلات استكشافية خاصة مهمتها
الوحيدة هي احضار كميات كبيرة من الأوركيد حتى أطلق على هذه البعثات
"صائدي الأوركيد"، ولم يكف هؤلاء الحصول في كل مرة على 300 أو حتى
500 وإنما كان يتم تجريد غابات كاملة لأميال من ملايين الزهور دون ترك أي
أثر لها رغم أن الكثير منها كان يتلف قبل استكمال رحلة العودة، حيث لم يكن يتم
حفظها بطريقة صحيحة.
ظلت أسعار الأوركيد في ارتفاع مستمر، حيث اعتبرت في ذلك الزمن من علامات
الترف والثراء ليبدأ سعر الواحدة من 500 جنيه استرليني لتصل إلى آلاف الجنيهات..
ولكن بعد أن أصبحت الكثير من الأنواع مهددة بالإنقراض تقرر منع قطفها
وحمايتها، خاصة أنه بمرور الوقت تم التوصل إلى طرق زراعتها ورعايتها بالإضافة
إلى تهجينها لإنتاج أنواع جديدة منها أيضاً، ففي القرن الماضي كانت إنجلترا أهم البلدان
المنتجة للأوركيد وتأتي بعدها هولندا ثم بلجيكا.