كيف أؤدب ابني؟ هل أضربه أم أدلله!
هذه المشكلة دائما تواجه الأمهات والآباء في مرحلة الطفولة المبكرة ولكن إذا كان الضرب وسيلة سهلة للسيطرة علي هذا المخلوق الصغير. فله آثاره علي نفسيته أيضا لذا فهناك دائما حاجة لروشتة يمكن من خلالها التعامل مع طفلك بطريقة إيجابية وفعالة.
د. علي إسماعيل عبدالرحمن أستاذ علم النفس بكلية الطب جامعة الأزهر واستشاري العلاج النفسي يؤكد أن الطفل عندما يولد يكون حراً في سلوكه.. يبكي في أي وقت وينام في أي وقت ويأكل ويتبول في أي وقت بمعني أنه حر 100% .. ولكن بعد ذلك يجعله والده يتماشي مع المجتمع. وذلك بنبذ السلوك الذي يرونه خطأ حتي يتأقلم مع المجتمع ويقول الجميع إنه مؤدب فيصحو من النوم ويلبس ملابسه ويشرب اللبن. ويذهب للمدرسة ويمكث هادئاً ويصبح مطيعاً ومنظما ويشاهد التليفزيون وهو جالس وليس نائماً حتي يفتخروا به أمام الناس.
يشير إلي أن الطفل الحر يتميز بالمرح والإبداع والذكاء وحب الاستطلاع كسلوكيات إيجابية وكذلك يتميز بالعناد والشغب كسلوك سلبي بينما الطفل المقيد يتميز باحترام النظام والالتزام بالمسئولية والقدرة علي التعلم "كسلوك إيجابي" وبالطاعة والخضوع والاعتماد علي الآخرين والتدمير والعنف "سلوك سلبي" وبالتالي نحن بهذا نقلل من الجزء الحر ونكبر من الجزء المقيد.
يضيف أن الضرب يكبر من الطفل المقيد علي حساب الطفل الحر فيقل المرح والإبداع وتزداد السخرية والعدوان وتكرار الأشياء بنفس الشكل ولكن هذا ليس معناه أن نترك لهم الحبل علي الغارب ولكن نؤدبهم بطريقة مختلفة.
يقول إن معاملة الأسر لأولادهم تتباين في ثلاثة أنواع أولها المعاملة القاسية التي تتسم بالشدة كالزجر والتهديد أو الضرب بدون ضوابط أو حدود مشروعة.. وهذا يؤدي إلي طفل مقيد إلي حد كبير وغير متوازن.
والنوع الثاني هو المعاملة المتسيبة والتي تتم فيها تلبية كل ما يطلبه الأبناء ويطلق عليها التربية المدللة والإفراط في الدلال يؤدي إلي خلق شخصية فوضوية.
أما النوع الثالث فهو المعاملة المعتدلة التي تعتمد علي المزج بين العقل والعواطف والتوجيه والنصح.. وبهذا تتكون شخصية سليمة وصحيحة وإذا لم يستجب الأبناء للنصح يلجأ الأبوان لتوبيخهم وحرمانهم من بعض الأشياء والأمور المحببة إليهم لإعادتهم للطريق الصحيح.
يشير إلي أن تحقيق التوازن في المعاملة يتحقق إذا اتبعنا قواعد معينة في العقاب أهمها:
أن يقصد بالعقاب الاصلاح والتقويم وليس الاضطهاد والانتقام.
ان يعرف الطفل سبب العقاب.
- ألا يتخذ الوالدان العقاب وسيلة للتشهير بالطفل فيما بعد.
يجب ألا يعاقب الطفل علي أمر في احدي المرات ثم يمتدح علي نفس السلوك الذي عوقب عليه في مرة أخري "التربية المتقلبة".
أن يتناسب العقاب مع حجم الخطأ.
ان يكون العقاب متدرجاً وحسب تكرار الخطأ وعمر الطفل.
يؤكد د. علي اسماعيل عبدالرحمن أن هناك بدائل للضرب أهمها: تعديل السلوك الخاطيء فإذا عاد ابنك من المدرسة وهو مصر علي تضييع كراساته وأقلامه فبدلاً من ضربه ممكن أن يتم التعبير عن عدم استحسان ما حدث من جانب الأبوين واعطاء الابن الاختيارات مثل إذا استمر في ذلك فسوف يقوم الأبوان بتخصيص ربع مصروفه لشراء كراسات له ثم تتدرج لنحذره من انه إذا فعل ذلك مرة أخري سيذهب إلي المدرسة بدون الكراسة أو القلم وهكذا.
ولكن يؤكد د. علي الثواب أثره في التعامل مع الطفل أقوي من العقاب ولكن يجب أن يتم ذلك بميزان حساس