السلالات البائدة
كان هناك عدد من السلالات الأخرى للأسد في عصور ما قبل التاريخ:
السلالة الأميركية (P. l. atrox)، تُعرف بالأسد الأميركي أو أسد الكهوف الأميركي. كانت هذه الحيوانات وافرة العدد في الأمركيتين، من ألاسكا وصولا إلى البيرو، في العصر الحديث الأقرب إلى أن إنقرضت منذ حوالي 10,000 سنة. تعتبر هذه الأسود، كما أسود الكهوف الأوروبية، أنواعا مستقلة في بعض الأحيان، إلا أن دراسات المورثات القديمة أظهرت مؤخرا أنها سلالات للأسد.[16] تعتبر السلالة الأميركية إحدى أكبر سلالات الأسد التي وُجدت يوما، حيث يُقدّر أن طول جسدها تراوح بين 1.6 و2.5 أمتار (5-8 أقدام).[25]
السلالة الأحفورية (P. l. fossilis)، تُعرف بالأسد الأحفوري أو أسد الكهوف الأوروبي لمنتصف أوائل العصر الحديث الأقرب. ازدهرت هذه الأسود منذ حوالي 500,000 سنة؛ وقد تم العثور على مستحثاتها في ألمانيا وإيطاليا.
سلالة الكهوف (P. l. spelaea)، تُعرف بأسد الكهوف، أسد الكهوف الأوروبي، أسد الكهوف الأوراسي، أو أسد الكهوف الأوروبي لأواخر العصر الحديث الأقرب. وُجدت في أوراسيا في الفترة الممتدة بين 300,000 و 10,000 سنة.[16] شكل هذه الحيوانات معروف بسبب رسومات الكهوف التي تعود للعصر الحجري القديم، بالإضافة المنحوتات العاجيّة والفخاريّة، [26] التي تُظهر أنه كان لها آذان ناتئة، ذيول تنتهي بخصل شعر، خطوط جسديّة باهتة شبيهة بخطوط الببر (على الأرجح)، كما برز لبعض الذكور على الأقل لبدة بدائية خفيفة حول أعناقها.[27] يظهر الرسم المقابل عمليّة صيد لهذه الأسود، ولذلك فإن تلك المصوّرة لعلها لبؤات تصطاد لزمرتها باستخدام الأساليب نفسها التي تستخدمها أقرباؤها المعاصرة، وليس هناك من ذكور في الرسم على الأكثر.
سلالة شرق سيبيريا (P. l. vereshchagini)، تُعرف بأسد شرق سيبيريا أو أسد كهوف برنجيا، كانت توجد في ياقوتيا (روسيا) ويوكون في كندا. أظهرت التحليلات التي أجريت على جمجمة هذه الأسود وأفكاكها السفليّة أنها أكبر من أسود الكهوف الأوروبية وأصغر من الأميركية بشكل واضح، من حيث نسب القياس.[16][28]
[عدل]سلالات مشكوك بأمرها
السلالة السيلانية (P. l. sinhaleyus)، تُعرف بالأسد السريلانكي أو الأسد السيلاني، تبدو بأنها إنقرضت منذ حوالي 39,000 سنة. تُعرف عن طريق سنين فقط تم العثور عليهما في موقع بالقرب من بلدة كورويتا، وبناءً على تحليلهما أعلن مكتشفهما الدكتور بول ديرانياغالا هذه السلالة عام 1939.[29]
السلالة الأوروبية (P. l. europaea)، تُعرف بالأسد الأوروبي، وهي على الأرجح نفسها السلالة الآسيوية (Panthera leo persica) أو سلالة الكهوف (Panthera leo spelea)؛ لذا فإن وضعها كسلالة مستقلّة لا يزال غير مؤكد. إنقرضت الأسود الأوروبية قرابة العام 100م بسبب اضطهادها من قبل البشر واسغلالها المكثّف في معارض الوحوش وحلبات المصارعة والألعاب. قطنت هذه السلالة البلقان، شبه الجزيرة الإيطالية، جنوب فرنسا، وشبه الجزيرة الأيبيرية. كانت إحدى الطرائد المفضلة للرومان، الإغريق، والمقدونين.
سلالة يونغ (P. l. youngi)، تُعرف بأسد كهوف شمال شرق الصين للعصر الحديث الأقرب، ازدهرت منذ حوالي 350,000 سنة.[30] إن علاقة هذه الحيوانات بسلالات الأسد المعاصرة لا تزال مبهمة، لذا يُحتمل أنها تشكل نوعا مستقلا بذاته يحمل الاسم العلمي Panthera youngi .
السلالة المرقطة (P. l. maculatus)، تُعرف بالماروزي أو الأسد المرقط. يُعتقد أن هذه الحيوانات تشكّل سلالة للأسد، ولكن يُحتمل بأنها كانت بضعة أسود إحتفظت بفراء صغرها المرقّط بدلا من فقدانه بشكل طبيعي. وإن كانت المازوري سلالة حقيقية، وليست بأفراد مختلفة اللون فقط، فقد إنقرضت منذ عام 1931. ومن الإحتمالات الأخرى لتحديد ماهيّة هذه الحيوانات، أنها هجينة طبيعيّة بين أسد ونمر والذي يُعرف باسم الأسد النمري.[31]
التهجين مع السنوريات الكبيرة
يُعرف بأن تهجين الأسود كان يتم منذ فترةٍ طويلة مع أنواع أخرى من السنوريات الكبيرة، وخاصةً الببور، في حدائق الحيوان الخاصة والعموميّة إلا أن هذا الأمر لم يعد مشجعاً اليوم من أجل الحفاظ على السلالات النقيّة، ولكن لايزال بعض أصحاب حدائق الحيوان في الصين يقومون بهذا الأمر. تتناسل الأسود في العادة مع الببور في الأسر (من السلالتين السيبيريّة والبنغاليّة في الغالب) لتنتج الأسود الببريّة، والببور الأسديّة.[32] كما تم تناسل الأسود مع النمور في الأسر لإنتاج الأسود النمريّة، [33] ومع اليغور لإنتاج الأسود اليغوريّة. يفترض البعض من العلماء أن الماروزي هو نتاج تهجين طبيعي لأسد ونمر في البرية، وهناك أيضا هجناء لأسود مع سنوريات هجينة بنفسها، فقد تم تهجين أسد ذكر في أحد الأحيان مع لبوة ببرية، ومع أنثى هجينة بين أسد ويغور ونمر (لبوة يغورية نمرية).
لأسد الببري هو نتاج أسد ذكر وببرة [34] وهو ينمو ليصبح أكبر حجما من كلا الوالدين، وذلك عائد لأسباب بيولوجيّة حيث أن الأسد يطلق هرمونا يحثّ على النموّ في حين تطلق اللبوة هرمونا يكبح النمو فيؤدي ذلك إلى ولادة الشبل بحجم مماثل لحجم والديه، إلا أن هذا الهرمون لا تمتلكه الببرة مما يؤدي إلى نموّ الشبل الهجين بشكل يفوق حجم والديه. تمتلك الأسود الببرية عدة صفات وخصائص مشتركة من كلا الوالدين حيث تكون رمليّة اللون كالأسد ومخططة كالببر، وذكور هذه الحيوانات عقيمة بينما تكون الإناث غالبا قادرة على الإنجاب. تمتلك الذكور حوالي نسبة 50% كي تنمو لها لبدة، إلا أنه حتى بحال نمت لها فإن حجمها يكون نصف حجم لبدة الأسد الحقيقي، ويبلغ طول هذه الحيوانات ما بين 10 و12 قدما (3 - 3.7 أمتار) في العادة ويمكنها أن تزن ما بين 800 و1000 رطل أو أكثر (360 - 450 كيلوغرام).
أما الببر الأسدي فأقل شهرة، وهو نتاج ببر ذكر ولبوة [35]، وبما أن الببر الذكر لا يطلق هرمونا يحث على النمو بينما تطلق اللبوة هرمونا يكبحه، فإن هذه الحيوانات غالبا ما تكون صغيرة الحجم حيث يصل وزنها إلى 150 كيلوغراما (350 رطلا) فقط، أي أنها تكون أصغر من الأسود بحوالي 20%، وكما الأسود الببرية فإنها تمتلك صفات وخصائص مشتركة من كلا الوالدين، وتكون الذكور منها عقيمة.